بسم اللّه الرّحمان الرّحيم
صاحب الجلالة الملك عبد اللّه بن عبد العزيز
خادم الحرمين الشّريفين
ملك المملكة العربيّة السّعوديّة المحترم
السّلام عليكم ورحمة اللّه وبركاته
صاحب الجلالة
إنّ المكانة الرّفيعة الّتي
حازت عليها المملكة العربيّة السّعوديَة عبر الحقب كقوّة خير ويمن داعمة لمسارات البناء
والتّشييد بالعالم العربي و الإسلامي وسعيها الدّؤوب لرأب صدعه و رصّ صفوفه ونصرة
قضاياه العادلة وأوّلها قضيّة فلسطين الشّقيقة وآلتزامها الموصول بما يمليه من واجبات
أخوّة و تضامن و تعاون في شتّى المجالات السّياسيّة والإجتماعيّة والتّنمويّة
وآنتصارها لمعاركه الحاسمة وأكبرها معركة
النّهوض بالإنسان ليجعلنا في التّيّار الحرّ الإصلاحي نتشوّف لحضور أخوي متقدّم
للمملكة العربيّة السّعوديّة في مسيرة الإصلاح الّتي تشهدها تونس اليوم.
وإذ ندعو اليوم بآسم التّيّار
الحرّ الإصلاحي كلّ الطّيف السّياسي في
تونس لوضع تصوّر وفاقي لمشروع مصالحة وطنيّة شاملة لا تستثني فئة أو تيّار تحت أيّ
عنوان أو مبرّركان , مصالحة تجنّب تونس تفاقم مخاطر الإحتقان و تضعها على طريق
"المصالحة الجدّيّة و الإصلاح الشّامل" فإنّنا واعون في الآن ذاته بأنّ
إدراك هذا المطلب السّامي يقتضي من
الطّبقة السّياسيّة وكافّة مكوّنات المجتمع المدني في تونس ترفّعا عن نوازع التشفّي
وقدرة على التجاوز والصّفح وتحكيم العقل مع التّمسّك بالحقّ في عدالة آنتقاليّة
جدّيّة تجبرلضحايا نظام الحكم السّابق ما أمكن جبره وإصلاحه من الأضرار وتعيد لهم
الإعتبار. لقد آن الأوان في تونس لإحداث
منعرج نفسيّ حاسم يشمل كلّ قواها الحيّة
ويجمع كلمتها حول وفاق تاريخي ضدّ الفقر و الجهل والعنف والتّطرّف والتّهميش
والإقصاء.
وإنّا بالتّيّار الحرّ الإصلاحي
قمنا بنقدنا الذّاتي مند أن أعطينا للزّمن ما يلزم من الوقت وصار جليّ لدينا أنّ موقف المملكة العربيّة
السّعوديّة و قرار قيادتها الرشيدة منح الرئيس التّونسي السابق وأسرته ملجئا و إقامة فيه حكمة و بعد نظر ما
أحوجنا لهما اليوم في تونس لإحياء أمل المصالحة الوطنيّة الجدّيّة الشّاملة
والإنطلاق نحو البناء والإصلاح.
صاحب الجلالة
إنّ التيّار الحرّ الإصلاحي
الحامل لمشروع شعاره " المصالحة الجدّيّة هي ضمانة الإصلاح الشّامل " يناشدكم
في هذا الإتّجاه بأن تتكرّموا بسامي دعمكم لما نعتقده أبرز محطّات المصالحة
المنشودة بين منظومة الحكم السّابق و قوى المشهد السّياسي النّاشئ وسائر أطياف المجتمع المدنيّ في تونس بتيسيرعودة
الرّئيس السّابق وجميع أفراد أسرته إلى
وطنهم الأمّ تونس مقابل آلتزامهم بتسوية وضعيّاتهم حيال ما تعلّق بهم من مؤاخذات
قانونيّة بخصوص سوء التّصرّف في المال العامّ وذلك تحت غطاء مظلّة من الضّمانات في
ما يتعلّق بسلامتهم المعنويّة والجسديّة وأن تشمل هذه المبادرة جميع مسؤوليّ نظام حكم الرّئيس السّابق من
مدنيّيين و عسكريّيين وأمنيييّن ممّن لم يتورّطوا في آرتكاب جرائم أو ممارسات ماسّة بحقّ الحياة
أو بكرامة الذّات الإنسانيّة.
صاحب
الجلالة الملك عبد اللّه بن عبد العزيز
أرجو من العزيز القدير أن تصل
رسالتي هذه إلى جلالتكم وأنتم في أتمّ
الصّحّة والعافية وأن تلقى دعمكم وأن يديم
اللّه نصركم وتأييدكم وإنّ رائدنا وقصدنا في ما ذهبنا إليه ضمن هذه المناشدة هي
نيّة المصالحة و الإصلاح أسوة بقوله تعالى " ولا تستوي الحسنة ولا السّيّئة
آدفع بالّتي هي أحسن فإذا الّذي بينك وبينه عداوة كأنّه وليّ حميم" صدق اللهّ العظيم.
والسّلام عليكم ورحمة اللّه وبركاته
عادل الزّيتوني
مرشّح التّيّار الحرّ الإصلاحي للإنتخابات الرّئاسيّة
القادمة في تونس
باريس/ المهجر
15 مارس 2014
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire